تحديث: الأربعاء2/4/2008 م، الساعة 03:32 مساءً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة
النائب الهولندي صاحب الفيلم المسيء يسعي للشهرة
القاهرة - الراية - محمد العدس...في الوقت الذي تزايدت فيه موجة الاحتجاجات والانتقادات علي عرض فيلم فتنة الذي أعده وبثه النائب اليميني الهولندي المتطرف جيرت فيلدرز علي شبكة الانترنت شن سياسيون ورجال دين مصريون هجوماً حاداً علي الدول الغربية التي تسعي بشكل مستمر للاساءة للاسلام وللرسول صلي الله عليه وسلم مطالبين بقطع العلاقات الدبلوماسية معها.
كما أدان علماء الدين الفيلم واعتبروه يمثل إساءة متعمدة للاسلام والمسلمين بصورة مرضية مشيرين الي ان مثل هذه الاعمال البشعة تنم عن جهل عميق بتعاليم الدين الاسلامي السمح كما تعكس الفكر العنصري البغيض لمعديه.
وطالبوا الحكومات العربية والاسلامية بضرورة الضغط علي الدول الغربية التي مازالت مستمرة في إساءتها للاسلام ولنبيه محمد صلي الله عليه وسلم لسن التشريعات والقوانين الكفيلة بتجريم الاساءة للمقدسات والرموز الدينية لما يشكله ذلك من انتهاك صريح لحقوق الانسان والذي يعد شكلاً من أشكال العنصرية علي أساس الدين والعرق ولا يمكن التحجج بحرية الرأي والتعبير.
وأكدوا ان الدفاع عن رسول الله صلي الله عليه وسلم واجب علي كل مسلم وفرض عين لا ينبغي التفريط فيه او تجاهله مطالبين الانظمة العربية والاسلامية بأن تهب بقوة وبصرامة للدفاع عن الاسلام ورسوله وفتح قنوات للحوار مع الغرب حتي يكف عن إساءته المتواصلة ضد الاسلام.
يذكر ان الفيلم يعرض صوراً لهجمات 11 سبتمبر 2001 وتفجيرات اخري منسوبة الي جماعات إسلامية وكلها مصحوبة بآيات قرآنية في إشارة الي ان الاسلام يحض علي العنف.
كما يبدأ الفيلم وينتهي برسم كاريكاتوري مسيء للرسول صلي الله عليه وسلم وهو أحد الرسوم التي سبق نشرها في الصحف الدنماركية وأثارت موجة عنيفة من الانتقادات داخل العالم الاسلامي.
وأكدت د. سعاد صالح عميدة كلية أصول الدين بجامعة الازهر علي ضرورة تجاهل الفيلم لان الله سبحانه وتعالي كفيل بحفظ دينه.
وطالبت المسلمين بالتعامل مع هذا الموقف بطريقة تليق بمكانة هذا الدين حتي لا نعطي فرصة لخصوم الاسلام بالهجوم عليه.
ودعت الدول العربية ان تأخذ موقفاً حاسماً لوقف هذا العبث والاستهتار والهجوم علي الرسول الذي بعثه الله رحمة للعالمين قائلة لابد من إنزال العقوبات الرادعة بكل من يسيء للرسول والاسلام حتي لا يتكرر مثل هذا الامر بعد ذلك وبخاصة انها ليست المرة الاولي التي يساء فيها للاسلام.
وأكد د. مبروك عطية أستاذ الدراسات اللغوية بجامعة الازهر انه يجب التصدي للهجمات الشرسة التي تشوه صورة الاسلام والمسلمين وتسيء لنبي الرحمة صلي الله عليه وسلم بكافة الطرق المشروعة ومن خلال علماء الازهر وتفعيل لجنة الحوار بين الاديان مشيراً الي ان الغرب يسيء للاسلام ويهاجمه دائماً بسبب الحقد الناتج عن الانتشار الملحوظ للاسلام في كل أنحاء المعمورة.
وطالب بضرورة قطع العلاقات مع كل من يسيء الي الاسلام ليس فقط بالشعارات أو بيانات الاستنكار ولكن يجب ان يكون الرد قاسياً وملموساً علي أرض الواقع.
ومن جانبه طالب د. أحمد عمر هاشم رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب المصري بفتح قنوات للحوار مع الدول الغربية حتي تعرف تعاليم الدين الاسلامي الصحيحة والرسالة النبوية التي حملها نبي الاسلام محمد صلي الله عليه وسلم.
ووصف هاشم ما فعله النائب الهولندي فيلدرز بعرض فيلمه المسيء للاسلام بأنه لا يندرج تحت راية حرية التعبير انما يندرج تحت إطار حب الشهرة وذلك لان حرية التعبير لا تعد رخصة لاهانة الشعوب الاسلامية والتطاول علي الاسلام والمسلمين مطالباً بتحريك الانظمة العربية لمخاطبة الانظمة الغربية لوقف هذه المهازل التي تقف حائلاً أمام العرب والمسلمين والتي من شأنها ان توسع الهوة بين الحضارات المختلفة قائلاً لا يوجد مبرر للغة الكراهية والتحريض علي العنف.
ومن جانبه أرجع الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة سبب الهجمات المتتالية علي الاسلام الي فشلنا في تعريف الغرب بنا كعرب ومسلمين مؤكداً أن أسلوب المقاطعة والتظاهر وتصعيد الامر سياسياً لن يفيد الامر شيئاً فالغرب لا يفهم الا لغة الحوار والبيان.
وقال ان الرد عليهم يكون بنفس الطريقة التي هاجمونا بها لو عملوا فيلماً نرد عليهم بفيلمين مطالباً الحكومات العربية بإنتاج أفلام عالية القيمة والجودة للرد عليهم.
ومن جانبه أكد د. علاء عبد الحفيظ أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط ان النائب الهولندي مهووس بحب الشهرة ولم يجد الا الاسلام حتي يلفت نظر العالم اليه ولذا فإن المسؤولية تقع علي الانظمة العربية والاسلامية في رفع دعاوي قضائية لمحاكمته حتي يكون عبرة لغيره وبخاصة انها لم تعد المرة الاولي التي يتم فيها الاساءة للاسلام والمسلمين.
وأيد عبد الحفيظ أسلوب المقاطعة والتظاهر والتصعيد السياسي ضد الغرب حتي يتم التصدي لمثل هذه الاساءات مشدداً علي ضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية مع كل دول الغرب التي أساءت للاسلام بحجة حرية الرأي والتعبير.
الأربعاء أبريل 02, 2008 4:02 pm
